صوتي راح

استيقظت في الصباح الباكر وألم شديد في حلقي لعله برد ....سأصلي أولا ثم أتناول مسكن وأنا أصلي ...

الألم يزيد مع كل تكبيره ومع كل سجود

وما أن سلمت حتى صرخت صرخة مدوية لعلها قطعت أحبال صوتي

استيقظ الجميع جاءوني مسرعين وأنا أصرخ وأتألم خلال ساعة كنت في المستشفي

الطبيب:التهاب شديد في الاحبال الصوتية لابد من إجراء عمليه فورا

بعد العملية...الطبيب:الحمد لله نجحت العملية سيفيق غدا ونبدأ معه رحلة العلاج

لكن غدا أبى أن يأتي كما يتمناه الطبيب وأهلي وأنا شخصيا

أفقت من البنج ومن حولي ينظرون الي بترقب ينتظرون أن أتكلم وقد هممت بالكلام ولكني فشلت ...صوتي يرفض أن يغادرني يريد أن يظل في قلبي وصدري ....وقتها فقط تيقنت أن "صوتي راح"

أصابتني المفاجأة خفت من الانهيار الداخلي ..خفت ألا أصبر ويتمكن الشيطان مني وأيأس من رحمة الله

دعوت الله"اللهم أفرغ علينا صبرا وألحقنا بالمسلمين"بينما كنت أحدث نفسي ومن الواضح أني سأحدثها كثيرا_

كان الطبيب يخرج كل من في الغرفه ليري بنفسه ماذا حدث؟ أستدعي باقي الأطباء . ظلوا يتحدثون ويتشاورون ولكنهم لم يصلوا لشيء وأنا لا اباليهم"صوتي راح" ولن يعوديارب اللهم افرغ علينا صبرا ألحقنا بالمسلمينحل الليل سريعا...غادر الجميع بقيت وحدي استرجع كلامي كله أتذكر في ماذا كنت أتكلم بماذا كان ينطق لساني

يا للهول غير معقول ....يارب سامحني

اتعرفون ماذا وجدت؟أني كنت اغتاب الناس أقول حديثا كذبا واردد الأغاني وان لم افعل هذا كله يكون حديثي لغوا كلاما لامعني

له تذكرت الايه الكريمة التي تقول في وصف المؤمنين"والذين هم عن اللغو معرضين"حتى وان كان كلامي ليس في معصية الله فلم يكن في طاعته

ألم اذكر الله كثيرا؟

بلي ولكن ليس كثيرا لكن الآن "صوتي راح" ولن أتكلم ثانية ولن اعصي الله مره أخرى

أنا اعلم أن أعضاء الجسم كله تقول للسان "اتق الله فينا" والان لساني رغم عنه سيتقي الله الحمد لله أن ما حصل لي سيمنعني عن المعاصي أنا في قمة الخجل من الله ماذا لو لم يحصل لي هذا اكنت استمر فيما افعله؟

وبينما أنا كذلك غلبني النوم استيقظت باكرا جدا توضأت وصليت ركعتين شكرا لله

وجلست أقرا قران وحاله من الصمت والهدوء النفسي تعتريني_ الحمد لله_ وكأني فقدت سمعي وليس صوتي اشعر

وكأني اجلس أمام البحر والسماء فوقي صافيه زرقاء تحلق فيها الطيور وتغرد ونسمة هواء باردة لطيفه تداعبني تسليني

وأنا ابتسم للأمواج التي ترحب بي وتقول:نريد أن نراك هنا كل يومأجبتها بالطبع ساكون هنا كل يوم لان "صوتي راح"

جاء أبى وامي واخوتي والدموع في أعينهم وقبل أن يتكلموا محاولين تخفيف حزني

أتيت بورقه وقلم وكتبت فيها

" لا أريد أن يحزن أحدا من اجلي ومن لم يستطع فليذهب بحزنه بعيدا عني ..أنا لا أريد ضوضاء وبكاء ..أريد فقط أن تعيشوا معي وكأن شيئا لم يكن"وسلمتها لأبى

تركنا المستشفي ووصلنا بيتناالكل تصور أنى سأدخل غرفتي وابقي وحدي

ولكني توجهت للحديقة وعدت لمنظر البحر الجميل

جاءتني نسمة الهواء اللطيفه تداعبني ثانية وتقول:أنالا أريد ان اداعب غيرك فلا تتركنا ثانية

قلت لها وانا انظر للامواج التي كانت هي الاخري مشتاقه لي

"لن اغيب عنكما مره ثانيه وساظل هنا طويلا لان "صوتي راح"