Friday, July 10, 2009

عادت معهم الحياة




اتفق الخير والحب والجمال وباقي الفضائل أن

يرحلوا من هذا العالم ويذهبوا لمكان ما بعيد

وشدت الألوان المبهجة والمشاعر الطيبة الرحال إليهم

وأسسوا مدينة

وعاشوا حياة بيضاء نقية جميلة





لاحظت الرذائل اختفاء الفضائل من العالم

وبحثت عنها حتى عرفت بقرار رحيلها

فقررت هي أيضا الرحيل

وفعلت





أصبح العالم مقفرا

ساكنا لاشيء يحركه

لا فضائل تعلي من شأنه ولا رذائل تحط من شأنه

بدأ العلماء أبحاثهم لاختراع فضائل ورذائل بديله

لكنهم فشلوا





في مدينة الفضائل أصبحت الحياة مملة

لا جديد

الحب فقد ملامحه

والأمانة لا تخرج من بيتها

والفرح يجلس تحت شجرة وحيدا

والخير لا يجد شيئا يفعله

حاله كحال باقي الفضائل





في مدينة الرذائل

كانت الحياة صاخبة مشحونة بانفعالات كثيرة

يريدون العودة مرة أخري للعالم

لكن الكبر كان يرفض

كيف نعود وقد تركت لنا الفضائل كل شيء ورحلت

ليسوا أفضل منا




في مدينة الفضائل

اجتمعت الحكمة بجميع الفضائل

وأخبرتهم أنهم يجب أن يعودوا

فلا معني لهم ولا قيمة بدون الرذائل

نعم

مهمتهم في هذا العالم هو محاربة الشر والفساد وباقي الرذائل

وليس الهروب منهم





في مدينة الرذائل

اجتمع الغضب بهم وطلب منهم ثورة علي الكبر والعودة للعالم مرة أخري

لا يفعلون شيئا وليست لحياتهم قيمة أو هدف

ولو كانت الفضائل رحلت

فلماذا نتشبه بهم ولسنا مثلهم ولن نكون





وحزمت الفضائل أمتعتها تستعد للعودة وأيضا الرذائل

وفي صباح اليوم التالي

عادوا للعالم مرة أخري

وعادت معهم الحياة