Wednesday, January 19, 2011

حبات الأمل




حين أعلنت السماء عن بدء سقوط بعضٍ من خيرها ونمائها علي الأرض كانت هي وصديقتها يتأهبان لاستقبال الأمل من السماء...يفتحان ذراعيهما للسماء ..يحتضنون حبات المطر.. يفتحان قلبهما علي مصراعيه لاحتواء انفعالات السماء لعل حبات المطر تنجح في غسل بقايا ذكريات المستقبل التي باتت مؤلمة ...ليس للمستقبل ذكريات الذكريات للماضي فقط لكن كثرة التفكير في المستقبل يجعلنا نعيش احداثه ونتوقعها وتصدق توقعاتنا مع الايام ويصير المستقبل ماضي له ذكريات ...


وقف أمام الشباك يشاهد قطرات المطر وهي تتوالي تباعا في السقوط غير آبه لنزلة البرد التي أصابته منذ أيام قليلة والتي قد تزيدها تلك الرياح الباردة التي تحملها امطار السماء ولما زادت قطرات المطر وتزاحمت أخرج يديه يداعب المطر او لتداعبه حبات المطر .. ووقف الي جواره صديقه يسأله النزول والسير تحت المطر ..لا يعيره اهتماما ويعود يخرج يده مرة اخري محاولا المسك بأي من حبات المطر الساقطة بينما صديقه لا يمل السؤال ويزيد الحاحه كالطفل حين يرجو أمه ان تفعل له شيئا يريده وترتسم علي وجهه ملامح البهجة البسيطة غير المعقدة


كان يجلس علي مكتبه يقلب بين الأوراق, يعيد ترتيب الأحداث والواجبات المنوط بالقيام بها...يري خيوط الماء وهي تنسدل من السماء في رفق ..يترك الأوراق وينحي الواجبات جانبا وينهض ليتأمل استسلام الكون والأشياء لخيوط الماء..يبتسم وتتسع ابتسامته , تلك الاحتياطات التي اخذها تحسبا لسقوط الامطار اجدت نفعا في النهاية ولم تذهب سدي...


عندما عادت من الخارج كان المطر قد زادت شدته...نظرتْ الي الجميع بابتسامة يكسوها الخجل لم يلحظه أحد لأنها قد أسرتهم بضي عينيها وكأنه الكون اغتسل من الأتربة والغبار...وسرت في قلبها فرحة جعلتها تتنازل عن بعض أشيائها للآخرين في حب وكأنها توفي بنذر ما..


كانت تنتظر قدومه في لهفة وعجلة من أمرها ...تتمني أن يأتي ولا يعيقه شيئا في الطريق ..لكنها ما كادت انت تنهي أمنيتها حتي بدأت زخات المطر, وتضائلت فرص قدومه حتي باتت منعدمة مع كثرة زخات المطر..لكنها سعدت بهذه الزخات وراحت تراقبها في شغف وكأن هذه الزخات هي لطف الله بها حتي لا تبتأس لعدم قدومه...


السماء تكتئب ولما يشتد اكتئابها تمطر, ...فتنفرج اساريرها وتتخلص من همومها وما ان تنتهي تبتسم ابتسامة عريضة ,ابتسامة بسبع الوان زاهية....هكذا هو أحساسي بالسماء...امطارها دموع لكنها دموع تحيل أشياءا كثيرة للأفضل ...


كانوا جميعا بحاجة الي دموع السماء..كانوا بحاجة لهذا الاحساس الصادق الذي سري في أوصالهم ولهذه الابتسامة التي كست ملامحهم ..كانوا بحاجة لتلك اللحظات القليلة التي انفصلوا فيها عن العالم والآخرين ولهذا الأمل الذي حملته اليهم حبات المطر