Saturday, February 26, 2011

جزء من قصة لسه ماكملتش


وطوال هذه السنون التي انقضت علي موت أمي رفض أبي الزواج ... وكنت وانا أجلس في غرفتي انهي بعض واجباتي المدرسية اسمع بعضا من حديث أبي مع أحد أصدقائه وهو ينصحه بالزواج فلديه طفل لن يستطيع ان يوليه اهتمامه كل الوقت ويجب ان تأتي امرأة ترعاه وترعي صغيره وتدير شئون البيت لكن أبي أخبره انه ربما يفكر لاحقا في الزواج لكن الوقت الآن لا يسمح له بذلك

كنت أكره هذا الرجل الذي يلح علي ابي دوما بالزواج....لم أفهم وقتها سوي شيء واحد ان هذا الرجل يريد ان يستبدل امي ويأتي بامرأة غريبة تشاركنا حياتنا لكنني رغم ذلك كنت قلقا بشأن أبي كان هناك شعورا ما يساورني ان أبي سيتزوج يوما ما

وبدأت أكبر يوما بعد يوم وأتفهم الحياة واستكشف اسرارها بنفسي وكان لذلك عندي متعة كبيرة غير ان هناك شيئان لم افلح حتي الآن في كشف اسرارهما ..كانا بالنسبة لي بمثابة اللغز, الشيء الأول هو حكمة الله وكيف يحدد الله ميعادا لكل من خلقه يموت فيه لكني كنت اتوقف احيانا عن التفكير في حكمة الله حين اتذكر قول ابي انه وحده من يعرفها ولا سبيل لغير الله بمعرفتها والشيء الثاني وهو الموت وكيف يبدو وماطعمه هذا اذا اعتبرت ان الموت سرا من اسرار الحياة

بدأت السنون تتوالي بعد ذلك وأبي لم يتزوج بعد... لم يقصر في اهتمامه بي وكان حانيا جدا علي لا يرفض لي طلبا غير انه كان قليل الكلام..لم تكن بيننا أي أحاديث جانبية كان صامتا أغلب الوقت وكنت ألحظ في عينيه حزنا لم أفهم سبب ومدعاته وكنت أشفق عليه كثيرا ...لم تكن في حياة أبي غيري..لم أعرف له أصدقاء سوي صديقه هذا الذي كان يلح عليه بالزواج ولم أر قريبا لنا يزورنا في عيد او غير عيد..كان أبي هو من يذهب لزيارتهم وعندما أسأله لماذا لا يأتون لزيارتنا يخبرني أن مواصلات الأرياف صعبة و لا طاقة لهم بأن يأتوا لزيارتنا مجتمعين لكن هذا لم يشفع لهم عندي وكنت أراهم مقصرين ليس في حقي بل في حق أبي اليس منهم رجلا ينزل القاهرة فيأتي ليزور أبي..كنت أشعر دائما أنه وحيد بحاجة الي من يؤنس وحدته وكنت دوما اعجز عن ذلك حتي أنني فكرت في أمر زواجه مرة أخري ولم أعد أكره صديقه القديم..نعم لماذا لايتزوج أبي هاانا قد كبرت وسأتفهم الوضع هو بحاجة الي زوجة تشاركه همومه ومعاناته التي يحجبها عني دوما