Monday, May 30, 2011

نشأت...1



ثلاثة صفوف ...صف للبنات..واثنان للبنين

في آخر صف البنين الواقع في منتصف الفصل كنت اجلس انا وصديقتي , كنا قد سئمنا الجلوس في الصفوف

الأمامية واردنا في هذه السنة النهائية من المرحلة الابتدائية أن نجلس في الصفوف الأخيرة...ربما كان ذلك تمردا

منا علي المألوف والمعتاد بأن يجلس الطلاب في الصفوف الأمامية او احتفالا منا بنهاية تلك المرحلة الجميلة في

في حياتنا بالجلوس في مكان مختلف عن باقي الأماكن التي كنا نجلس فيها قبل ذلك حتي وان كان هذا المكان في آخر الفصل وفي أحد صفوف البنين

كانت علاقاتنا جيدة مع زملائنا البنين والبنات وان كانت جيدة أكثر مع البنين

كان يجلس امامنا ولدان...احدهما يكبرنا بعام ...كان قد رسب في هذه السنة....اندهشت حين عرفت ذلك..ما رأيت

ولا سمعت عن احد رسب في هذه المرحلة... كان هادئا مسالما علي النقيض من زميله نشأت الذي كان مشاغبا

ومشاكسا ..كان لا يكف عن الكلام , دائما ما يدخل طرفا ثالثا في حوارنا انا وصديقتي

كانت له لهجة علي رغم غرابتها فقد كانت مميزة...كان ينطق الكلمات علي مهل كإنسان آلي ...كان دائما مايدخل

طرفا ثالثا في حوارتنا دون استئذان ...ويتابع الكلام معنا وكأنه معنا من اول الحوار

كانت صديقتي تعنفه في كثير من الأحيان وتوبخه حتي يكف عن تدخله في الكلام معنا الا انه لم يكن يأبه لتوبيخها

كان صديقنا الرخم وكنا نحب رخامته

كانت لنا مُدَرسة عابسة الوجه سريعة الغضب وكان غضبها حادا ...كنا جميعا لا نحب حصتها- رغم طيبتها- وكلنا نعرف انها طيبة لكن الابتسامة مفتاح القلوب والتكشيرة اقفالها وطيبتها هذه لم تشفع لها عندنا اذا كانت هي قد اتخذت من العبوس مبدأ ومنهجا....

كنت انا وصديقتي نتكلم عنها في تلك الحصص التي يتغيب فيها المدرس او في حصص النشاط الفني او التربية

الرياضية او بين الحصص ونتخيل ان لنا قصرا وان هذه المدرسة تخدم عندنا في القصر وكان الخيال يأخذنا ونحكي

كيف قمنا بتعذيبها والتنكيل بها بينما هي ذليلة لا تتكلم

ظللنا علي هذه الحال كثيرا..نخرج سخطنا وغضبنا علي هذه المدرسة بكلامنا الوهمي الأهبل عليها ...

حتي جاء هذا اليوم..في حصة من الحصص قامت المدرسة بتفتيش مفاجيء علي الواجب..الجميع يضطرب ويرتبك

تقول بصوت عالي: اللي ماعملش الواجب يقوم يقف

يلتفت لنا نشأت ويطلب منا ان نكتب له الواجب قبل ان تصل المدرسة لنا....نحن في آخر الصف الثاني ولدينا فرصة

ان ننهي بعضا من الواجب قبل ان يأتي علينا الدور...

رفضت صديقتي وعنفته..وقالت له: انا كمان ماكتبتوش هااقعد

اكتبه ليا ولا اكتبه ليك

قال لنا: لو ما كتبتوش الواجب ليا هااقول للأبله علي الكلام اللي انتوا بتقولوه عليها

ابتلعت ريقي وقولت:كلام ايه اللي احنا قولناه عليها

فأعاد علي مسامعنا حكاياتنا البلهاء الخرقاء عن المدرسة والفصل واعمال النظافة التي تقوم بها وتعذيبنا اياها

...

في لحظة واحدة التفتنا انا وصديقتنا الي بعضنا البعض مأخوذين بكلامه لا نصدق ما قاله..لقد كنا نتهامس وكلامنا لم يكن مسموعا..كيف له بكل تلك الحكايات

..يومها عرفنا ان نشأت "سوسة" وانه اذا لم يكن يتجاذب معنا

اطراف الحديث فهذا يعني انه ينصت ويخزن الكلام عنده ليخرجه لنا وقت اللزوم

غصبت صديقتي منه وقالت له: يعني انت قاعد تتصنت علينا

قال لها: هاتكتبوا ولا اقول للأبلة

وبين جدلنا نحن الثلاثة ومفاوضاتنا علي كتابة الواجب كانت المدرسة قد وصلت لنا ووقف نشأت وصديقتي لينالوا عقابهم لكنني لم أترك صديقتي تنال عقابا كان من الممكن تلافيه لولا نشأت الذي ضيع عليها الوقت ولم تستطع

كتابته

يُتبَع........

Friday, May 13, 2011

كراميل



كان الوقت مساءا...الشمس تلملم أشيائها وترحل ...والجو كان خانقا حد الاكتئاب....وكنت مكتئبة حد الملل ,أرغب في الخروج..لكن من عساه غيري يرغب في الخروج..بامكاني الخروج وحدي لكن ثمة أشياء كثيرة ستعكر صفو خروجتي اذا كنت وحدي....

جائني هاتفا من صديقتي تسألني اذا كنت أرغب في الخروج معها لشراء بعض الأشياء او لا ....اجبتها دون تفكير بالايجاب...خرجت انا وهي نبتاع أشياءا عديدة ...أخبرتني أن ثمة محل علي أطراف المدينة يصنع عصائر جيدة...وافقتها علي الذهاب الي هناك رغم أنه لم تكن بي رغبة لتناول أي عصائر لكني كنت أثق في ذوقها وحسن أختيارها لبعض المشروبات والمأكولات....عندما وصلنا كنت أتلفت حولي أبحث عن المحل فاذا بها تستوقفني وتخبرني أننا قد وصلنا...كان المحل عبارة عن طرقة تمتد الي مترين أو أكثر من المترين بقليل...وكانت هناك ثمة لافتة متواضعة مرفوعة علي أعلي المحل مكتوب عليها "كراميل" راقني الاسم كثيرا رغم أنني لست من عشاق الكراميل

كانت هذه الطرقة تطل علي شارع رئيسي... يتكدس الناس علي باب هذا المحل أو هذه الطرقة ...يمنعهم من الدخول منضدة بعرض المحل قد وضع عليها ماكينة الكاشير ورجلا في الأربعين من عمره أو قبل الأربعين بقليل ..يرتدي تي شيرت برتقاني اللون يأخذ الطلبات من الزبائن ويعطيها لأحد زملائه المنوطين بتنفيذ هذه الطلبات


في نهاية الطرقة يقف شابا -علي مايبدو في منتصف العشرينات- ينجز المشروبات الساخنة من شاي وقهوة ونعناع وقرفة الي آخر المشروبات الساخنة التي يمكن أن تتخيلها او لا تتخيلها...يرتدي أيضا تي-شيرت برتقاني اللون,بينما في المنتصف كان هناك شابا في نفس سن الشاب صاحب المشروبات الساخنة ينجز المشروبات الباردة

وهنا في المنتصف تجد كرنفالا من الألوان لمشروبات تضحك وتبتسم مثلما نضحك نحن ونبتسم ...وأكواب من البلاستيك الشفاف مرصوصة علي منضدة صغيرة فوق بعضها يصب في كل منهم مشروبات الشيكولاتة الباردة والفراولة باللبن والمانجو بالأيس كريم وغيرها من المشروبات الباردة اللذيذة....

تشعر أنك أمام فرقة أستعراضية تقدم لك اسكتشا استعراضيا مبهجا ..كان الشاب هو مايستروا الفرقة...لم يكن لون التي شيرت الذي يرتديه يختلف عن اللون الذي ارتداه زملائه.. ولا اعلم لماذا أختاروا اللون البرتقالي تحديدا ...هل لأنه لون قوي تستطيع أن تميزه بين كم الألوان الكثيرة المنتشرة في أرجاء المكان أم أنهم كل يوم يرتدون لونا مختلفا وقد تصادف اليوم ان ارتدوا اللون البرتقالي

رغم تزايد أعداد الناس الواقفة علي باب المحل الا أن هذا الشاب كان يقود فرقته الاستعراضية في هدوء وتريث وكأنه فنان...لاشك انه كذلك فهذا هو تصرف الفنانين...رغم ذلك كان ينهي الطلبات في سرعة ...وتعجبت لجمعه بين هذين النقيضين ...التريث والسرعة...

تسائلت اين تعلم هذا الشاب هذه المهارة.. نعم انها مهارة ولو طلب مني ان أقوم بعمله فلن أستطيع ...بعض الأعمال نظنها سهلة بأمكاننا القيام بها الا انها ليست كذلك وتحتاج لأشخاص ماهرين..أشخاص يستطيعون العمل تحت ضغط دون أن يزعجهم هذا الضغط ويخرجهم عن شعورهم

كانت هناك مجموعة من الخلاطات الكهربائية تساعده في اتمام عمله...كان صوتها يطغي قليلا علي صوت من كانت تغني ...لا أذكر تحديدا صاحبة الصوت الملائكي لكن صوتها كان جملة لحنية تعزف برفق ليزداد المشهد جمالا وسحرا

كيف لهذ المكان الضيق أن يسع كل تلك الأعمال والمهام ...انه فن استغلال المساحات أم أن بهجة الألوان والمشروبات ودفء المشاعر والانسجام الكامل لهؤلاء الشباب مع مايقومان به هو من أضفي علي المكان سعة ورحبة

راح يصب مشروب الشيكولاتة الباردة في ستة أكواب وكأنه يعزف علي آلة الكورديون ولم تسقط نقطة شيكولاتة واحدة علي المنضدة ...نعم فنان

أخذ الشاب صاحب الأربعين ربيعا أكواب الشيكولاتة وناولها لصاحبها فوقع كوب منهم منه وانسكبت الشيكولاتة علي المنضدة بينما الباقي تساقط كزخات المطر علي الأرض

أعرف أن "دلق القهوة خير"..ماذا اذن عن "دلق الشيكولاتة

الشيكولاتة تدين بالفضل لهذا الشاب...كان مقدرا لها أن تنسكب لكنها لم تنسكب الا بعدما أعطاها هذا الشاب لزميله فأعطاه زميله للزبون...

جاء طلبنا سريعا بعد تنظيف المكان من الشيكولاتة ; أكواب المانجو بالأيس كريم ..كان لون المشروب أصفر ..لا أحب اللون الأصفر ..لكنه ابتسم لي هذا اليوم من خلف جدران الكوب الشفاف

"بعض الأشياء التي نكرهها تمنحنا بعض البهجة أحيانا"

روحت أتذوق بهجة اللون الأصفر وقد بدا لي عزف هذا الشاب جليا في أذني في كل مرة أتذوق فيها هذا المشروب

أنصرفت أنا وصديقتي وأنا أنوي العودة مرة أخري للاستمتاع بمعزوفة لحنية جديدة


Monday, May 2, 2011

أشياء كانت تميزني....2



"كان الأمر عندي بمثابة طفلة عثرت علي صندوق من الحلوي وراحت تأخذ منه كل يوم حلوي كثيرة والحلوي لا تنفذ أبدا".....


اذكر أول قصة كتبتها ...كانت تحكي عن ثلاثة أطفال فقدوا والديهم لكنهم رغم ذلك واصلوا حياتهم ونجحوا فيها وصاروا قدوة يُحتذي بها لكثيرين غيرهم...كانت مسابقة في المدرسة أن نكتب قصة تدورعن هذه الأحداث...ورأيت بعضا من أحداث القصة تدخل من باب الفصل مع من جاءت لتعلن عن المسابقة...شعرت بالخيال يتوهج داخلي...كانت هذه هي المرة الأول التي أشعر بتوهج الخيال داخلي...كنت ابنة الأحد عشر عامٍ...

ذهبت الي البيت وبعد أن أنجزت واجباتي المدرسية أتيت بورق أبيض وقلم وروحت أكتب القصة..كان الوقت ليلا....كتبتها في عدة صفحات علي ما أتذكر تجاوزت الخمس صفحات...وخرجت لأبي يقرأها ..كانت أمي الي جواره فقرأها بصوت عالي وارتسمت علي شفاهه وشفاه الحاضرين ابتسامة جميلة..كانت القصة بسيطة جدا تخللتها بعض العبارات العامية وبعض الأماكن الحقيقية التي نذهب اليها في حياتنا..كانت قصة بسيطة بها أخطاء كثيرة لكنها عفوية ..كانت هذه الاخطاء تحول ابتسامتهم الي ضحكات عالية...

بعدما انتهي أبي من القراءة..نظر اليّ نظرة لازلت اذكرها الي الآن ...نظرة يملؤها الاعجاب والحماس ..مدح ابي القصة كثيرا وايضا أمي وكافئني بمبلغ من المال وأيضا كافئتني أمي..أذكر انني في هذا اليوم جمعت نقودا كثيرة...كالتي أجمعها يوم العيد..كان هذا اليوم عيدا حقا
شجعني أبي أن أواصل الكتابة بعد ذلك...وفعلت
كتبت قصصا عديدة..اذكربعض أسمائها وكثير من احداثها الي الآن

"السمكة الجميلة"

"بندقة وعم دهب"

"لمياء والنحلة الكسولة"

"جحا والكنز"

"جحا والثعبان"

وغيرها من القصص
لم يصدق أصدقائي في باديء الامر انني من كتبت هذه القصص لكنهم بعد ذلك تأكدوا ان لا احد غيري يكتب هذه القصص وكنت انا وهم نقوم بتمثيل أحداث هذه القصص ونمضي أوقاتنا نتقمص أدوار الأبطال ونوزعها علي بعضنا تباعا....


ذاع صيتي في وسط العائلة وعلم الجميع بأمر القصص التي كنت أكتبها وامتدحوها كثيرا واختفت تلك الأخطاء العفوية التي وجدت في أول قصة..وازداد خيالي توهجا وتدفقا....وصارت لي شخصيات مثل التي في عالم ديزني...صنعت أبطالا وأصدقاءا حقيقين من ورق ...
بعد ذلك صارت كتاباتي أكثر طولا ...وصلت الي حلقات عديدة ...قصصا كُتبَت في أكثر من دفتر

"بنت الصياد"

"الدلافين السبع"

"الصندوق المسحور"

"الرجل الكروي"

"السيف الذي لا يقتل"

...وكان زملائي بالمدرسة يقومون بقراءة ما أكتبه أولا بأول ولا أبدأ في كتابة الجزء الجديد الا بعد أن ينتهي الجميع من قراءة الجزء القديم.....
كانت قصصي جميعها يغلب عليها طابع الخيال..الساحرة الطيبة ...الساحرة الشريرة...الأمير ..البئر المسحور...الأميرة...القصر ...كلها أحداثا خيالية....ولا أعرف لماذا كان هذا الطابع يغلب علي القصص..ربما طبيعة المرحلة السنية التي كنت فيها...فتاة في الثالثة عشر من عمرها

وقد نشرت احدي القصص في مجلة المدرسة في عددها الاول ...ووقف مدرس اللغة العربية يُبدي رأيه في المجلة في حصته....فاذا به يتوقف عند القصة التي نُشرت في المجلة....راح ينقدها نقدا شديدا...
قال انها مكتوبة باسلوب غير مترابط...وهناك أخطاء املائية كثيرة بالقصة..كما أن أحداثها ينقصها المنطق والعقل...لقد قال كلاما كثيرا ...وكأنه يوجه كلامه لكاتب ذو ثقل واسم في المجال الادبي..لقد كنت لازلت أتهجي فنيات هذا النوع من الأدب...كانت موهبة تشق طريقها الي النور...غير ان زملائي بالفصل ردوا عني وأخبروه ان القصة اعجبتهم كثيرا وانها أجمل ما في المجلة

لا أشيع سرا اذا قولت ان كلامه هذا أصابني بالاحباط ..وتوقفت عن الكتابة فترة كبيرة...لم اعود اليها الا بعدما اشتركت في مسابقة في مجال اللغة العربية..وقد كان المطلوب كتابة قصة او موضوع والقائها علي السامعين...كتبت موضوعا علي ما أذكر عن دور الأسرة في تنمية المجتمع..كتبته باسلوب قصصي ووضعت فيه تشبيهات كثيرة أضفت عليه حيوية وروحا.....وقد فزت بالمركز الاول من بين كثيرين تقدموا لهذه المسابقة علي مستوي المحافظة

عندما انتهت المرحلة الاعدادية وانتقلت الي المرحلة الثانوية...بدأت أهتمامتي تأخذ منحني آخر...قد يسعني الحديث عن هذه الاهتمامات لاحقا..المهم انني ذات يوم جمعت الدفاتر التي كتبت فيها القصص..كانت دفاترا كثيرة...وقررت أن اتخلص منها..سأتوقف عن الكتابة..نعم سأتوقف ..ما كل هذا الهراء الذي كنت أكتبه وأحكيه...هذه ليست قصصا بل كلاما فارغا..يجب أن أتخلص منها...وفعلت...أنتظرت حتي خلا البيت من أبي وأمي وأخوتي..وأحرقت جميع الدفاتر..كان الوقت صباحا
أول قصة كتبتها كان الوقت ليلا وعندما أحرقتهم كان الوقت صباحا..كأن عمري في الكتابة هو سواد الليل وليس أربع سنوات
وشعرت بعدها براحة كبيرة وكأنني تخلصت من حمل كبير....واكتشفت بعدها كنزا غير حياتي كثيرا..سأتحدث عن هذا الكنز أيضا لاحقا

مرت السنون بعد ذلك وندمت علي حرق هذه الدفاتر....لأني أدركت ان أسلوبي وقتها كان ملائما ومناسبا لسني..أسلوبا ينقصه الترابط بعض الشيء...لكني كنت أصنع حبكة درامية في الأحداث لم يكن يضاهيني فيها احد...كان خيالي رحبا ...يجدد نفسه في كل قصة أكتبها....بعض أحداث هذه القصص سقطت مني سهوا وأنا أعبر الي الجانب الآخر من الحياة...

بعد مرور السنين عرفت ان قصصي جميلة...لم يكن أحد يكتب مثلما كنت اكتب..عرفت بعدها أن أستاذي الذي وقف في الفصل ينقدني وينقد اسلوبي في الكتابة تملكته الغيرة من ان الجميع يشيد بي وباسلوبي وموهبتي...

عدت الي الكتابة من جديد مصادفة بعد مرور سبع سنين علي حرق الدفاتر .. لكنني أفتقدت في عودتي أبطالي الأوائل التي قمت بحرقهم وبحرق أحداث حكايتهم بيدي....


أشياء كانت تميزني..1