Wednesday, December 15, 2010

القمر في برج الثور





لو كان الملل والاكتئاب..والفراغ والوحدة..والقلق والانتظار اصدقاء لدعوتهم علي العشاء ووضعت لهم السم في الطعام ليمزق احشائهم وينتزع ارواحهم امامي واخلص العالم من شرهم...لكنهم ليسوا اصدقاء....علي العالم ان ينهض ويقرب المسافات بينهم ثم يترك لي مهمة العشاء والسم.
كان يوما جميلا ...رغم الاتربة والرياح ..والبرد الشديد...استيقظت في هذا اليوم علي مهل...هكذا يتحسن مزاجي نوعا ما اذا لم يضطرني شيئا للاستيقاظ.. كنت قريبة جدا من السماء....وقريبة جدا من نفسي ....كنت اشعر بحالة من السلام داخلي....علي ان اؤجل دعوة العشاء ليوم آخر..


"لا تضع البيض كله في سلة واحدة" احب هذه المقولة جدا واراها عملية ....عندما اعثر علي مفاتيحي لن اضعها في ميدالية واحدة وعندما اقبض راتبي لن اضعه كله في حافظة نقود واحدة
وعندما احب لن اضع ثقتي كلها بشخص واحد ولن اهبه مشاعري كلها دفعة واحدة ....عليه ان يجتاز شكوكي اولا......


"لا تبكي علي اللبن المسكوب" ليس اللبن فقط هو الذي لا يجدي معه البكاء اذا انسكب علي الارض....اي شيء اذا سقط منا لا يجدي معه البكاء...لكني اري في البكاء ضرورة...انه رد فعل طبيعي لسقوط شيء نحبه علي الارض...اذا رأيتني مرة لم ابك وقد سقط مني شيئ ما فاعلم انه لم يكن يعنيني ولم اكن احبه....نعم لم اكن احبه


الناس تقرأ حظك اليوم في بداية اليوم وليس في نهايته...لست من هؤلاء الشغوفين بحظك اليوم رغم اهتمامي بالابراج عموما...لكني اقرأه من باب الفضول .....
"القمر في برج الثور...حالتك النفسية والعاطفية في تحسن ...تفكر جديا في الارتباط"
كان هذا حظي في ذلك اليوم....لم تكن حالتي النفسية والعاطفية في تحسن ولم اكن افكر جديا في الارتباط لكني كنت اعرف ان القمر كان فعلا في برج الثور


Wednesday, December 1, 2010

انفراجة





امتلك عشرين سببا للاكتئاب....ربما ثلاثين...لا ادري قد يكونوا أربعين... علي كل حال لن يزيدوا عن الخمسين
يأتوني فرادي أو مجتمعين ....فتقل ضربات قلبي ....ويهبط ضغطي إلي اقل حد مسموح به حتى أظن في هذه اللحظة أنني سأفقد النطق وبالكاد أتنفس فأتيقن أن ساعتي قد اقتربت و ما هي إلا دقائق معدودة أو ساعات معدودة وسأفارق الحياة
لكني اكره أن أغادر الحياة وأنا مكتئبة ...تعيسةأتمني أن أغادرها بابتسامة ...
حياتي رغم الخمسون سببا التي تحملها وتدفعني للاكتئاب إلا أنها علي كل حال جميلة وتستحق مني أن انهيها بابتسامة..
أحاول واجتهد أن ابتسم فلا استطيع ...تبوء محاولاتي بالفشل فاستنفذ مخزوني من الطاقة ومن الجهد الذي كان يعينني علي التنفس والبقاء علي قيد الحياة
وقبل أن أعلن استسلامي بلحظات اشعر بشيء غريب يدخل قلبي وينشر النور في أرجائه رويدا رويدا
فيعود قلبي يضخ الدم إلي جميع أجزاء جسمي بقوة حاملا معه نور
وأعود أتفحص أسباب الاكتئاب و أتبينها فأجدها تتضاءل وتتضاءل حتى تلاشت واحدة تلو الأخرى وهي في ذلك كمكعبات الثلج حين يذوب
يعلو ضغطي حتى يصل معدله الطبيعي وتعود دقات قلبي منتظمة وقوية كما كانت
وأتيقن انه لازال في العمر بقية

ارجع للنور الذي في قلبي أجده قد انتشر حتى وصل عقلي الذي أخبرني أن الله سيرزقني خيرا كثيرا ويمنحني من فضله ما لم أكن أتوقعه
وأن الله يحبني و سيهدني وسيعفو عن سيئاتيإن أحسنت الظن به


وتسقط مني دموع ...اعرفها جيدا هذه الدموع وأحبها جدا وانتظرها كثيرا
دموع من رحمة الله
فا اشعر بها ترويني وتروي وجداني
وأبتسم...وتطول ابتسامتي
فتسقط دموعي من جديد وأحب سقوطها
وتستمر ابتسامتي وتستمر دموعي



أنا لا اعرف كيف انتظمت دقات قلبي وكيف اختفت أسباب اكتئابي جميعها في لحظة ..أنا لا اعرف كيف فعلتها وابتسمت ... لم أر النور الذي ملأ قلبي وروحي لكني شعرت به... أنا لا اعرف كيف تم كل ذلك لكن اعرف انه الله ولا احد غير الله من فعل كل هذا

أتذكر قوله تعالي"الحمد لله الذي لم يتخذ له ولدا ولم يكن له شريك في الملك" فهو واحد احد وقتما اطلبه أتوجه إليه واجده ....أتخيل ماذا لو أنني في لحظات الحزن والضيق توجهت إليه ولم أجده أو وجدت شريكه يخبرني انه مشغول....و يعلو صوتي بحمد الله أن ليس له شريكا في الملك وأننا وقتما و أينما طلبناه ولجأنا إليه وجدناه

وتتجلي أمامي حقيقة عظيمة
وهي انه لا يهم ما ينزل بنا من مصائب ولا يهم الشدائد التي تلاحقنا في حياتنا
ولتذهب أسباب اكتئابي إلي الجحيم
ولتفعل الدنيا ما يحلو لها بي
مادام القلب يملؤه رضا وإيمان بالله.