Monday, June 7, 2010

(3).....يُتبَع




تاني يوم رجعت المستشفي وكالعادة لفيت علي كل المرضي بس هي كانت آخر مريضة أتابعها دخلت عليها وكانت قاعدة ساكتة مابتتكلمش وكالعادة ما انتبهتش حتي لدخولي

طلبت تغيير الأوضة بتاعتها في أوضة تانية طالة علي منظر جميل في جنينة المستشفي ونور الشمس بيدخل من الشباك يملا الأوضة كلها
وفعلا تم نقلها للأوضة دي

من خلال قرائتي لمجموعة القصص الأولي اللي كانت بتكتبها أيام الجامعة تبينلي انها بتحب النور والطبيعة ....الاتنين دول بيمنحوها سعادة وهدوء نفسي
كمان طلبت بتشغيل قرآن طوال اليوم
لأن في معظم قصصها كانت كل حاجة تكتبها تربطها بربنا والدين
وبعيد عن الكتابة والقصص القرآن شفاء للقلوب


ونزلت المكتب وفتحت الأجندة اللي كاتبة فيها القصص الغير مكتملة وأعدت قرائتها من تاني وعلي مهل


حاجات كتيير تكشفت ليا من قرائتي التانية للقصص دي
وهو انها البطلة في كل القصص اللي كتبتها
ودا فسر ليا ليه هي ما كملتش القصص
لانها تاهت من جواها وفقدت ثقتها في نفسها
وبالتالي علشان أي قصص من اللي كتبتها تكمل لازم هي تكون عندها رؤية واضحة وقريبة عن نفسها
ولأنها فقدت شيء ذي دا عجزت عن تكملة القصص
ولأن الكتابة كانت بالنسبالها ممكن نقول متنفسها الوحيد اللي بتقدر تعبر بيه عن نفسها وعن اللي جواها
حسيت بعجز في التواصل مع ذاتها
والعجز في التواصل دا زود عندها احساس الغربة باللي حواليها وولد عندها اكتئاب استمر معاها لحد آخر قصة كتبتها ....القصة اللي قدرت من خلالها احط النقط علي الحروف

كان اسمها "خيبة امل"
بتحكي عن بنت انطوائية جدا ومابتعرفش تتعامل مع الناس بس رغم كدا كان حلمها تكون مذيعة ومشهورة
ولما جاتلها الفرصة انها تكون مذيعة خافت واترددت كتير
والناس وصفوها بالغباء والجبن وانها اصلا ماعندهاش شخصية
بس ماكانش هو دا السبب اللي خلاها تفرط في الفرصة دي
انما هي خافت بعد مايتحقق حلمها يحصلها خيبة أمل زي اللي حصلتلها لما قابلت شريك حياتها
اللي حسيت معاه في الأول بسعادة كانت فوق السحاب
وتمر الأيام بعد كدا وتنزل السعادة دي علي الأرض
وتمر أيام اكتر واكتر لحد ما بتضيع منها السعادة دي ودورت عليها لحد مالاقيتها في بيت مهجور وشكلها وحش وتخوف.

واضح جدا ان خيبة الأمل دي تقصد بيها جوزها
وان حلم الحب والأسرة اللي أي بنت بتحلم بيه اتحققلها بس للأسف حسيت بعده بأحساس سعادة طعمه مر
والغريب في القصة دي انها ماكتبتش يتبع
ودا معناه انها حتي مابقيتش منتظرة نهاية للقصة دي ولا عندها نية انها تكملها في يوم من الأيام


بس في قصة كمان استوقفتني ولفتت انتباهي
القصة بتحكي عن صحفية شابة الكل بيشهدلها برقتها وزوقها.. مقالاتها كانت بتتناول فيها مواضيع عامة بعيدة عن السياسة وكانت لما تيجي تكتب موضوع عن أي علاقة بين الرجل والمرأة تلاقيها تقف في صف الرجل وتنصح المرأة انها لازم تكون عاقلة وذكية في انها ماتخسرش الطرف التاني لحد ما في يوم كتبت مقال بعنوان "ليس علي المريض حرج"

"في معظم العلاقات التي تجمع بين رجل وامرأة تٌحاسب دائما المرأة وهي من يقع عليها اللوم اذا انتهت هذه العلاقة او اصابها أي عطب او خلل فلو تزوج الزوج اذا زوجته هي من دفعته لذلك لابد انها اهملته لم تقدر مشاعره وان كانت كذلك وتهتم به فهي حتما غبية لأنها سمحت له بان يتزوج بغيرها وان غضب زوجها وثار وانفعل في وجهها عليها ان تصبر حتي يهدأ ويلقي بكل مشاكله في وجهها اما هي فيجب ان تمنع مشاكلها وغضبها عن زوجها حتي لاتتهم انها نكدية وان مرض عليها ان تصبر هكذا هي الزوجة الوفية وان مرضت هي يجب ان يتزوج ويبحث عن غيرها لترعي شؤنه ..وهي من يرعي شؤنها؟ هو يعمل ويتحمل ضغوط الحياة لأجل حياة كريمة لها ولأولادها ...هي أيضا تعمل وتكافح وبجانب ذلك تعتني به وبأولاده ولا يتقاسم معاها هذا الحمل رغم انها تقاسمت معه حمل توفير الحياة الكريمة وان احبت شابا ووعدها بالزواج ثم خلا بها فهي المسؤلة لأنها آمنت له وصدقته كان يجب عليها تعامله بجفاء وان فعلت فهي قاسية القلب جامدة المشاعر ولكني مع المجتمع والناس الذين يلقون اللوم علي المرأة لأنها الطرف الأكثر احساسا ووعيا في العلاقة والرجل لا يلعب أي دور ولن يستطيع ان يلعب أي دور فليس علي المريض حرج" واحدث المقال ضجة في الجريدة وسط زملاؤها واستدعاها رئيس التحرير ..........يتبع


واضح طبعا من القصة دي انها مستاءة من نظرة المجتمع للرجل والمرأة وانه بيكيل بمكيالين
واضح انها بتعاني من مشكلة ما والمشكلة دي مع جوزها وماحدش تاني غير جوزها


جيبت الاستمارات اللي كنت طلبت منه ومن والدتها يملوها وقريتها تاني وبدأت اقارنهم ببعض
السؤال الوحيد اللي يحمل اجابة مشتركة بينه وبين والدتها هو سؤال الهوايات وكمان في نقطة واحدة بس وهي الكتابة والقراية وباقي الأسئلة اجابات مختلفة تماما

كدا يبئي في احتمالين
الاحتمال الأول :ان تكون اجاباته هي الأقرب للصواب وان طباعها اتغيرت بعد الجواز ووالدتها جاوبت زي ماكانت شايفة بنتها قبل الجواز


الاحتمال التاني :ان تكون والدتها هي الأصح وجوزها ما يعرفش حاجة عنها غير أضعف الأيمان زيه زي ازواج كتير بيتعاملوا مع زوجاتهم علي أنهم زوجات فقط تعتني به وبشؤنه وتربي له اولاده ويعتقد انها لاتتطلع لشيء آخر في العلاقة فيكفيها انه في حياتها وانه زوجا لها ...عاوزة ايه تاني من الدنيا

اعتقد انه بالنسبالها زي الأزواج دول ودا سببلها احباط استمر معاها لعدة شهور

الاحتمال الأول مرفوض لأن حتي لو هي اتغيرت بعد الجواز والدتها برده هاتاخد بالها من التغيير وهاتبقي عارفاه
كمان لما انا سألت جوزها عن مزكرات ليها استغرب وقال انها ما بتكتبش وكان شبه متأكد
وطلعت في الآخر بتكتب

اتصلت بيه واستفسرت منه هو ليه ماجاش يزورها النهاردا
رد وقالي: انا كان لازم انزل المكتب بدري كان في مشكلة لازم احلها بس انا ان شاء الله ها آجي علي الساعة 5.00 دا لو كان ينفع يا دكتور

انا: اه ينفع بس ياريت تعدي عليا علشان تاخد الأجندة

هو: انت قريتها ؟

انا: اه قريتها كلها وانت كمان لازم تقراها وها استني اسمع رأيك وتعقيبك علي القصص بس ياريت تحاول تقراها بسرعة

هو: ان شاء الله يادكتور


جاتلي الممرضة المتابعة لحالة المريضة
وقالتلي يادكتور يادكتور المريضة اللي في الأوضة رقم 8 انتبهت ليا لما دخلت اديها الدوا وبصتلي

كانت الممرضة بتقولي الخبر كأنها بتزفلي بشري سعيدة
اصل المريضة دي حديث كل اللي في المستشفي الكل عمال يضرب اخماس في اسداس هي ليه فقدت النطق

كدا يبقي جلسات العلاج الفعلية هاتبدأ بالكتير كمان يومين او 3 ايام

نزلت اشوفها لاقيتها واقفة عند الشباك ودخلت وقفلت الباب ورايا بشده وفعلا انتبهت ليا بس رجعت تاني تبص من الشباك
قولتلها: لا عال عال في تحسن اهو بقينا نبص من الشباك وناخد بالنا من اللي بيدخل وبيخرج
انا عاوز آجي المرة الجاية وانتي اللي تفتحيلي الباب

سيبتها وخرجت


وجوزها جه وقعد معاها ماكملش نص ساعة وانتهت الزيارة وجالي المكتب اخد الأجندة وبعدين مشي

نزلت تاني اشوفها ودا كان علشان اتأكد من حاجة
دخلت كانت قاعدة علي حرف السرير وحاطة وشها في الأرض ومخبياه بين ايديها وكانت بتعيط ما انتبهتش ليا ولا بصيتلي لما دخلت

رجعنا تاني لنقطة الصفر

كدا يبقي شكوكي في محلها
وهو ان جوزها بيلعب دور رئيسي في اللي هيا وصلتله


يتبع..........


1 comment:

فاروق سحير ( فاروق بن النيل ) said...

قلب ينبض لله..................
هنا بدأت أحس إن الأزواج دون أن يشعروا يعاملون زوجاتهم كأنها كنبة أو كرسى أو أى متاع بالبيت وليست إنسانة لها مشاعر وأحاسيس وأين الفسح والحدائق والرحلات التى تحبها لما لم يحقق لها ذلك بعد الزواج هو يهتم بشغله أكثر من إهتمامه بزوجته وشريكة عمره إذن حساسيتها أوصلتها إلى هذه الحالة وزوجها السبب الرئيسى كما قلتى
لقد صدمت بحياتها أن تنتهى إلى هذا الحد فرفضتها وتحولت إلى تلك الحالة التى هى عليها