صندوق اللعب

رغم أنها تقضي بغرفتها معظم أوقاتها

إلا أنها لم تنتبه إلي ذلك الصندوق الذي كان في أحد الأركان

وقعت عينيها عليه وأطالت النظر اليه

وحنين إلي الماضي اجتاح قلبها

اقتربت منه بكل هدوء

وكأنها لاتريد أن يسمع من بالصندوق خطواتها فتزعجهم

فتحته بمنتهي الرفق وكأنها لاتعلم مابداخله رغم أنها تعلم جيدا مابه

صندوق اللعب

الذي احتفظت فيه بكل لعبها وهي طفله

أخرجتهم جميعا ووضعتهم أمامها

تدافعت المشاهد أمامها من شريط زكرياتها

وكأنها تشاهد فيلم مصور في التلفاز

هي بطلته

تزكرت كيف أنها كانت تكلمهم وتحكي لهم يومها بالتفصيل

وأنهم كانوا أول من تحكي لهم الحواديت والقصص التي تكتبها

نعم كانت تأخذ رأيهم

أعادت اللعب مرة أخري للصندوق...

الا لعبة واحدة أحب لعبة لقلبها

عروسة كانت قد أشترتها من مصروفها

أخذتها ونظفتها

في اليوم التالي

أخذتها الي محل هدايا وطلبت منهم أن يلفوا لها هذه العروسة ويعطروها جيدا

ثم عادت للمنزل

وعندما جاء الليل

أخذتها وذهبت بها الي

صديقتها

هم في الأصل جيران قبل أن يكونوا أصدقاء

وقالت لها:

قد تحمل لنا زكرياتنا بعض الألم

لكنها أيضا قد ترسم ابتسامة عريضة علي وجه حاضرنا

عندما كنا أطفالا كنا نلعب سويا ونقضي يومنا سويا

كانت قلوبنا نقيه

يملؤها الحب والجمال

لا تحزني لما ألم بكي

مادام قلبك لم تلوثه الظروف

أهديكي أحب أشيائي وأجمل زكرياتي

علها ترسم ابتسامة عريضة علي وجه حاضرك

ابتسمت صديقتها وعانقتها وقالت لها: سأحافظ علي هذا النقاء وقلبي لن تلوثه الظروف

أعدك بذلك