Monday, May 2, 2011

أشياء كانت تميزني....2



"كان الأمر عندي بمثابة طفلة عثرت علي صندوق من الحلوي وراحت تأخذ منه كل يوم حلوي كثيرة والحلوي لا تنفذ أبدا".....


اذكر أول قصة كتبتها ...كانت تحكي عن ثلاثة أطفال فقدوا والديهم لكنهم رغم ذلك واصلوا حياتهم ونجحوا فيها وصاروا قدوة يُحتذي بها لكثيرين غيرهم...كانت مسابقة في المدرسة أن نكتب قصة تدورعن هذه الأحداث...ورأيت بعضا من أحداث القصة تدخل من باب الفصل مع من جاءت لتعلن عن المسابقة...شعرت بالخيال يتوهج داخلي...كانت هذه هي المرة الأول التي أشعر بتوهج الخيال داخلي...كنت ابنة الأحد عشر عامٍ...

ذهبت الي البيت وبعد أن أنجزت واجباتي المدرسية أتيت بورق أبيض وقلم وروحت أكتب القصة..كان الوقت ليلا....كتبتها في عدة صفحات علي ما أتذكر تجاوزت الخمس صفحات...وخرجت لأبي يقرأها ..كانت أمي الي جواره فقرأها بصوت عالي وارتسمت علي شفاهه وشفاه الحاضرين ابتسامة جميلة..كانت القصة بسيطة جدا تخللتها بعض العبارات العامية وبعض الأماكن الحقيقية التي نذهب اليها في حياتنا..كانت قصة بسيطة بها أخطاء كثيرة لكنها عفوية ..كانت هذه الاخطاء تحول ابتسامتهم الي ضحكات عالية...

بعدما انتهي أبي من القراءة..نظر اليّ نظرة لازلت اذكرها الي الآن ...نظرة يملؤها الاعجاب والحماس ..مدح ابي القصة كثيرا وايضا أمي وكافئني بمبلغ من المال وأيضا كافئتني أمي..أذكر انني في هذا اليوم جمعت نقودا كثيرة...كالتي أجمعها يوم العيد..كان هذا اليوم عيدا حقا
شجعني أبي أن أواصل الكتابة بعد ذلك...وفعلت
كتبت قصصا عديدة..اذكربعض أسمائها وكثير من احداثها الي الآن

"السمكة الجميلة"

"بندقة وعم دهب"

"لمياء والنحلة الكسولة"

"جحا والكنز"

"جحا والثعبان"

وغيرها من القصص
لم يصدق أصدقائي في باديء الامر انني من كتبت هذه القصص لكنهم بعد ذلك تأكدوا ان لا احد غيري يكتب هذه القصص وكنت انا وهم نقوم بتمثيل أحداث هذه القصص ونمضي أوقاتنا نتقمص أدوار الأبطال ونوزعها علي بعضنا تباعا....


ذاع صيتي في وسط العائلة وعلم الجميع بأمر القصص التي كنت أكتبها وامتدحوها كثيرا واختفت تلك الأخطاء العفوية التي وجدت في أول قصة..وازداد خيالي توهجا وتدفقا....وصارت لي شخصيات مثل التي في عالم ديزني...صنعت أبطالا وأصدقاءا حقيقين من ورق ...
بعد ذلك صارت كتاباتي أكثر طولا ...وصلت الي حلقات عديدة ...قصصا كُتبَت في أكثر من دفتر

"بنت الصياد"

"الدلافين السبع"

"الصندوق المسحور"

"الرجل الكروي"

"السيف الذي لا يقتل"

...وكان زملائي بالمدرسة يقومون بقراءة ما أكتبه أولا بأول ولا أبدأ في كتابة الجزء الجديد الا بعد أن ينتهي الجميع من قراءة الجزء القديم.....
كانت قصصي جميعها يغلب عليها طابع الخيال..الساحرة الطيبة ...الساحرة الشريرة...الأمير ..البئر المسحور...الأميرة...القصر ...كلها أحداثا خيالية....ولا أعرف لماذا كان هذا الطابع يغلب علي القصص..ربما طبيعة المرحلة السنية التي كنت فيها...فتاة في الثالثة عشر من عمرها

وقد نشرت احدي القصص في مجلة المدرسة في عددها الاول ...ووقف مدرس اللغة العربية يُبدي رأيه في المجلة في حصته....فاذا به يتوقف عند القصة التي نُشرت في المجلة....راح ينقدها نقدا شديدا...
قال انها مكتوبة باسلوب غير مترابط...وهناك أخطاء املائية كثيرة بالقصة..كما أن أحداثها ينقصها المنطق والعقل...لقد قال كلاما كثيرا ...وكأنه يوجه كلامه لكاتب ذو ثقل واسم في المجال الادبي..لقد كنت لازلت أتهجي فنيات هذا النوع من الأدب...كانت موهبة تشق طريقها الي النور...غير ان زملائي بالفصل ردوا عني وأخبروه ان القصة اعجبتهم كثيرا وانها أجمل ما في المجلة

لا أشيع سرا اذا قولت ان كلامه هذا أصابني بالاحباط ..وتوقفت عن الكتابة فترة كبيرة...لم اعود اليها الا بعدما اشتركت في مسابقة في مجال اللغة العربية..وقد كان المطلوب كتابة قصة او موضوع والقائها علي السامعين...كتبت موضوعا علي ما أذكر عن دور الأسرة في تنمية المجتمع..كتبته باسلوب قصصي ووضعت فيه تشبيهات كثيرة أضفت عليه حيوية وروحا.....وقد فزت بالمركز الاول من بين كثيرين تقدموا لهذه المسابقة علي مستوي المحافظة

عندما انتهت المرحلة الاعدادية وانتقلت الي المرحلة الثانوية...بدأت أهتمامتي تأخذ منحني آخر...قد يسعني الحديث عن هذه الاهتمامات لاحقا..المهم انني ذات يوم جمعت الدفاتر التي كتبت فيها القصص..كانت دفاترا كثيرة...وقررت أن اتخلص منها..سأتوقف عن الكتابة..نعم سأتوقف ..ما كل هذا الهراء الذي كنت أكتبه وأحكيه...هذه ليست قصصا بل كلاما فارغا..يجب أن أتخلص منها...وفعلت...أنتظرت حتي خلا البيت من أبي وأمي وأخوتي..وأحرقت جميع الدفاتر..كان الوقت صباحا
أول قصة كتبتها كان الوقت ليلا وعندما أحرقتهم كان الوقت صباحا..كأن عمري في الكتابة هو سواد الليل وليس أربع سنوات
وشعرت بعدها براحة كبيرة وكأنني تخلصت من حمل كبير....واكتشفت بعدها كنزا غير حياتي كثيرا..سأتحدث عن هذا الكنز أيضا لاحقا

مرت السنون بعد ذلك وندمت علي حرق هذه الدفاتر....لأني أدركت ان أسلوبي وقتها كان ملائما ومناسبا لسني..أسلوبا ينقصه الترابط بعض الشيء...لكني كنت أصنع حبكة درامية في الأحداث لم يكن يضاهيني فيها احد...كان خيالي رحبا ...يجدد نفسه في كل قصة أكتبها....بعض أحداث هذه القصص سقطت مني سهوا وأنا أعبر الي الجانب الآخر من الحياة...

بعد مرور السنين عرفت ان قصصي جميلة...لم يكن أحد يكتب مثلما كنت اكتب..عرفت بعدها أن أستاذي الذي وقف في الفصل ينقدني وينقد اسلوبي في الكتابة تملكته الغيرة من ان الجميع يشيد بي وباسلوبي وموهبتي...

عدت الي الكتابة من جديد مصادفة بعد مرور سبع سنين علي حرق الدفاتر .. لكنني أفتقدت في عودتي أبطالي الأوائل التي قمت بحرقهم وبحرق أحداث حكايتهم بيدي....


أشياء كانت تميزني..1

7 comments:

bn7bk ya fanan said...

la bas ely anty betktebih delw2ty fe tarabot we derama keteer , bs msh moshkela ank 7ar2tihom , we kewyes ank ba3ty 3an magal el ketaba 7 senin akeed fe 7ekma fe keda e7na msh 3arfenha ya fanana :D

قلب ينبض لله said...

اللي انا بكتبه دلوئتي لون مختلف عن اللي كنت بكتبه زمان
بس اللي القصص دي كانت هاتبئي ذكري جميلة معايا لما أكبر ....
:):)

اه في حكمة من اني بطلب الكتابة 7 سنين لو في مناسبة ان شاء الله هاابئي اتكلم عن الحكمة دي
:):)

موناليزا said...

وما أصعبه من شعور حينما نندم على فعل شئ كنا نتصوره قمة التحدى

قلب ينبض لله said...

موناليزا

شعور الندم يا زوزو
:)

نورتيني يا جميلة
:)

Lyssandra said...

خسارة انك اتخلصتي منهم
فعلا كانت هاتبقي ذكري جميلة أوي
ومش اي حد بيكتب أدب الطفل
بس معلش .. منتظرة تكملي باقي البوست :)

قلب ينبض لله said...

lyssandra

ما عرفتش انه خسارة غير لما كبرت يا سما
:):)
يلا حصل خير

نورتيني بجد :)

Anonymous said...

http://technologiesuae.com/#8339 xanax generic colors - how to order xanax online no prescription