صحبة ورد بيضاء علي القمر

قال: ماذا لو خيروكي بين القمر والورود البيضاء؟

أيهما ستختاري؟

بدا السؤال غريبا

قلت بتعجب:ولماذا أختار؟

قال:لأن واحدا منهم فقط سيبقي في حياتك والآخر سيرحل دون عودة أو سكة رجوع

زادت دهشتي

قلت وكلي ثقة:دون سكة رجوع؟؟!!! مستحيل

سيبقي القمر في السماء وستبقي الورود البيضاء في بستاني

قال:فلنفرض أن الساحرة الطيبة خرجت من حكاياتك وأخذت أي منهما

قلت:الساحرة الطيبة كما قلت طيبة لن تفعل هذا أبدا

قال:إذا فلتكن الساحرة الشريرة

بدا الضيق علي وجهي وفي كلامي وشعرت به يعاندني

قلت:الساحرة الشريرة لن تستطيع أن تأخذ القمر ولا الورود البيضاء

ولا حتي أي شيء في الدنيا

لن تستطيع أن تفعل هذا بشرها الضعيف

قال: سأنصرف الآن ولكن يجب أن تختاري

ذهب وتركني في حيرتي ليس من سؤاله ولكن من إصراره علي السؤال

ولكني بددت هذه الحيرة سريعا

فهذا كله هراء

الله خلق كل شيء وهو وحده القادر علي ذلك

كلما تدافع الألم علي قلبي

أخرج وأبحث عن القمر في السماء

أطيل النظر اليه والي هالة النور البيضاء التي تحيط به

وأود لو تحملني نسمات الهواء إليه فأرقص هناك

وأمضي الليل مع النجوم

وكلما أساء الناس لي وكلما زاد اقتناعي بأن أرواحهم قد فسدت

استيقظ في الصباح الباكر وأذهب إلي البستان

أجمع صحبة ورد بيضاء

وأهمس لقلبي وأخبره بأن هذه الدنيا بها أناس قلوبهم مثل الورود البيضاء

حين تبللها قطرات الندي

وسنقابلهم يوما ما

انه حقا اختيار صعب

لكني سأختار القمر

بشرط أن يتركوا لي عليه

صحبة ورد بيضاء مبللة بقطرات الندي