ماذا لو؟

كانت قد أرسلت نظرة طويلة للأرض

صمت طويل أعتري جميع حواسها

نظرت في عينيها

طبيعي أن تسقط دموعها الآن

لكنها لم تسقط

أخبرتها أن هذا هو قدر الله فلا تحزني

قالت:لم أحزن ولكني فقط كنت أبحث عن لطف الله

لم أفهم ماذا تعني

واصلت كلامها

أعلم أنني لن أقدر علي السير مرة أخري

وأن الشلل قد أصابني

وسأكمل حياتي علي هذا الكرسي المتحرك

لكن ساقي لاتزال معي

حتى وان أصبحت بلا جدوى

فهي لاتزال معي

تخيل لو أنهم بتروا

ودفنوا

وقلبي هنا حي ينبض

وجزء من جسمي في التراب

يأكله الدود

شعور مؤلم ومخيف

لن يستطيع قلبي تحمله

لذا كان حقا علي أن أحمد الله بكل صدق

كان لكلامها وقع السحر علي روحي

ما كل هذا الرضا ؟!

تركت البلاد وسافرت في بعثة علميه

ولكني كنت أتابع أخبارها وأطمئن عليها بصفه مستمرة

حتى كان اليوم المشئوم حين جاءني هاتفا يخبرني أنه قد تم

بتر ساقيها

لم أدري كيف لقلب شابه مثلها أن يتحمل ماجري لها

عندما عدت إلي أرض الوطن

ذهبت لها

وقد كان الجو وقتها مليء بالغيوم

جو كئيب

عندما رأتني أستقبلتني بابتسامه أزاحت كل الغيوم عن الشمس

تحدثت معها في كل شيء راحت تسألني عن بعثتي وكيف قضيت أيامي هناك

حتى وصل بنا الكلام دون أن أقصد لبتر قدميها

هنا خذلتني كلماتي ولم أدري ماذا أقول

حتى ابتسمت مرة أخري فشعرت الكون كله يبتسم

قالت:ماذا لو أن شخصا ما يحبك وأنت تعلم أنه يحبك أعطاك خاتم من الألماس

ثم أتاك بعد فترة وأخذه منك بعد أن تعلقت به

ماذا تظن به؟

قلت:سأندهش لفعلته ولن أقتنع بحبه لي

قالت:وماذا لو أتاك بعد فترة وأعطاك أحجارا كريمه ومجوهرات ولآليء وأموال و...و.....

قلت:سأخجل من نفسي كيف ظننت به هذا الظن السيء

قالت:ولله المثل الأعلى

نحن نعلم انه يحبنا

ومهما أخذ منا

ومهما ألم بنا

ومهما ضاقت حياتنا

ومهما كبرت مصيبتنا

علينا أن نحسن الظن بالله

يجب أن نحسن الظن بالله