من دون كل المرايا التي تنتشر في أرجاء منزلها
تطيل الوقوف أمام هذه المرآة
تبتسم مثلما نبتسم عندما نعثر علي أشيائنا العزيزة التي ضاعت منا
وتسقط منها دمعة واحدة -ربما دمعتان- علي أنها لازالت قادرة ان تحمد الله علي ابتلاؤه
هي تحب هذه المرآة....ربما لأنها تعلوها لمبة نيون بيضاء يمنحها ضيا ينعكس علي وجهها
فيمنحها ذلك جمالا كانت قد فقدته منذ زمن بعيد....فتزداد ثقتها بنفسها...فتلملم الأفكار السوداء التي يزدحم بها عقلها أشيائها وترحل....فتشعر أنها الأميرة الجميلة رغم آثار الحروق التي لازالت ظاهرة علي وجهها ولم تجدي معها عمليات التجميل العديدة التي خضعت لها
لتذكرها دائما بذلك الحادث الأليم عندما احترق وجهها منذ ثلاث سنوات وهي تجهز طعام الإفطار لنفسها..رغم أنها في الغالب لا تتناول وجبة الإفطار
لكنها في هذا اليوم قررت أن تغير من عاداتها الغذائية وتهتم بوجبة الإفطار
حتي يزداد وزنها قليلا _هكذا نصحتها أحدي صديقاتها_ فتصير أجمل وأجمل
ليس إحساسها بأنها جميلة هو السبب الوحيد الذي يدفعها للوقوف بالساعات أمام هذه المرآة
بل لتجد شخصا تتحدث معه دون خجل أو أسف من شكلها
حتي ولو كانت هي نفسها هذا الشخص
لكي لا تشعر بأنها تعيش وحدها في هذا العالم بعدما رحل عنها الجميع
لأنها فقدت كثيرا من جمالها الذي عهدوها به