كان يقلب بين محطات التلفاز لاشيء يعجبه
يصيبه الملل
ويقول"القنوات كتيير أوي بس مفيش حاجة تتسمع"
وفجأة يستوقفه برنامج علي احدي القنوات المعروفة
وقد استضاف شابة في مقتبل الثلاثينات تتحدث عن رواياتها الجديدة التي تم نشرها حديثا
اعتدل في جلسته ورفع صوت التلفاز قليلا
انه لايصدق عينيه
إنها حبه الأول
بعد هذه السنين يعود ليراها وعلي محطات التليفزيون
كانت تتحدث في ثقة وهدوء
تتكلم في سلاسة ونعومة
ترتدي ثيابا أنيقة رقيقة لا تكلف فيها ولا تصنع
تذكر وقت أن كانا يسيران علي كورنيش النيل
والقمر يرافقهما
وهي تمسك بيده وتخبره أنها تحلم أن تكون كاتبة معروفة
وتتمني أن تصل كلماتها للناس
فينظر في عينيها ويخبرها انه سيساعدها في تحقيق حلمها
تبتسم له وتقول: وستكون قصة حبنا هي أولي رواياتي التي سأنشرها
تسألها المذيعة: قصة الرواية جديدة مليئة بمشاعر كثيرة ومتداخلة
مشاعر تبعث الآسي في النفوس وأيضا تبعث الرضا
يرفع صوت التلفاز مرة أخري وينصت باهتمام أكثر
ويمني نفسه بأن تكون قصة الرواية هي قصة حبهم
أجابت:الحياة هي من اوحت لي بقصة الرواية
أنها تحكي عن رجل عجوز تجاوز الثمانين من عمره يعيش علي الأرصفة لا مأوي له ولا سند ليس له احد في الدنيا
ليس له إلا الله
لذلك هو يطلب الموت كل يوم من الحياة.
يشعر بالخجل من نفسه ومن تفكيره المحدود وأنانيته
وكيف تصور أنها ستدون قصة حبهم وقد تخلي عنها وتركها وحدها
لا لشيء إلا لأنه كره نجاحها فلم يوفي بوعده لها
ينتهي البرنامج ويلقي بريموت الكنترول علي الكرسي المجاور
ويتنهد تنهيدة طويلة
تأتي زوجته وتلتقط الريموت وتجلس بجواره علي الكرسي وتغير المحطة.
في الاستديو
-تهنئها المذيعة وتتمني لها أعمال جديدة ناجحة
-تشكرها علي الحلقة وأنها استمتعت باللقاء
تنصرف تخرج من ماسبيرو
تعبر الطريق تقف علي الكورنيش
أمام النيل
تتذكر هي أيضا وقت أن كانا يسيران معا علي الكورنيش وتخبره بحلمها
يوعدها انه سيساعدها
تنظر للسماء تبحث عن القمر
تجده بدرا
تبتسم له
لأنه عندما تخلي عنها دفعها هذا للنجاح والتحدي وأصرت علي النجاح
وفعلتها ونجحت
لانها لم تعد قصة حب بل قصة فراق"