اتفق الخير والحب والجمال وباقي الفضائل أن
يرحلوا من هذا العالم ويذهبوا لمكان ما بعيد
وشدت الألوان المبهجة والمشاعر الطيبة الرحال إليهم
وأسسوا مدينة
وعاشوا حياة بيضاء نقية جميلة
لاحظت الرذائل اختفاء الفضائل من العالم
وبحثت عنها حتى عرفت بقرار رحيلها
فقررت هي أيضا الرحيل
وفعلت
أصبح العالم مقفرا
ساكنا لاشيء يحركه
لا فضائل تعلي من شأنه ولا رذائل تحط من شأنه
بدأ العلماء أبحاثهم لاختراع فضائل ورذائل بديله
لكنهم فشلوا
في مدينة الفضائل أصبحت الحياة مملة
لا جديد
الحب فقد ملامحه
والأمانة لا تخرج من بيتها
والفرح يجلس تحت شجرة وحيدا
والخير لا يجد شيئا يفعله
حاله كحال باقي الفضائل
في مدينة الرذائل
كانت الحياة صاخبة مشحونة بانفعالات كثيرة
يريدون العودة مرة أخري للعالم
لكن الكبر كان يرفض
كيف نعود وقد تركت لنا الفضائل كل شيء ورحلت
ليسوا أفضل منا
في مدينة الفضائل
اجتمعت الحكمة بجميع الفضائل
وأخبرتهم أنهم يجب أن يعودوا
فلا معني لهم ولا قيمة بدون الرذائل
نعم
مهمتهم في هذا العالم هو محاربة الشر والفساد وباقي الرذائل
وليس الهروب منهم
في مدينة الرذائل
اجتمع الغضب بهم وطلب منهم ثورة علي الكبر والعودة للعالم مرة أخري
لا يفعلون شيئا وليست لحياتهم قيمة أو هدف
ولو كانت الفضائل رحلت
فلماذا نتشبه بهم ولسنا مثلهم ولن نكون
وحزمت الفضائل أمتعتها تستعد للعودة وأيضا الرذائل
وفي صباح اليوم التالي
عادوا للعالم مرة أخري
وعادت معهم الحياة